وتخشاه اللئالي في دائمها وقد كان دخل الديار الهندية فاجتمع بالوالد ومدحه بمدائح نقضت غزل الحارث بن خالد فعرف له حقه وقابله بالإكرام بما استوجبه واستحقه، وذكرنا عند مولانا السلطان بما قدمه لديه وملأ من المواهب.
الجليلة يديه ولما قضى آماله من مطالبها ارتحل إلى الديار الأعجمية وقطن بها فلقي بها تحية وسلام وتنقل في المراتب حتى ولي شيخ الإسلام وهو الآن قاطن بإصبهان رافع من قدر الأدب ما هان انتهى كلامه علا مقامه.
(وقلت) وذكر له جملة من الأشعار مما مدح به والده وجاراه به في هذا المضمار، ومن شعره وقد كتبه لابنه الآتي ذكر بعده:
بليت بدهر بلا فضل غادر * وأنت على خلاته غير عاذر قطعت حبال الوصل خوف خصاصة * ولم تك في الضراء عندي بصابر وبعدك عني إن سلكت طريقة * تؤدي إلى رشد فليس بضائر فإن شئت أن أرضى عليك فلا تكن * إلى غير منهاج الصلاح بساير عسى الدهر يوما أن يلم شتاته * ويقطع أسباب النوى والتهاجر وذلك موكول لرحمة راحم * ومنة منان وقدرة قادر ولله تدبير وللدهر رجعة * وللعسر تيسير بحكم المقادر وما غلقت أبواب أمر على امرئ * فصابر إلا فتحت في الأواخر تحية مشتاق وتسليم واله * إلى غائب بين الجوانح حاضر وقال أيضا رحمة الله عليه مضمنا:
ولما أن تراءت من بعيد * خيامكم أمين المستهام تأجج وجده ونمى جواه * وذاب القلب من فرط الغرام