أشرارهم وخدعهم فثاروا على خيارهم وقتلوهم وقتلوا المشار إليهم آنفا ثم ندمت الأشرار على ما صنعوا بالأخيار فارتدوا عليه ثم عاهدهم على شروط وترك البحرين في أيديهم في حكاية طويلة مبسوطة وللمشار إليهم من رؤساء الشيعة قبور ومقامات معروفة تزورها الناس وذكر هذه الحكاية شيخنا الشيخ يوسف (رض) (صاحب الحدائق) في (الكشكول) والظاهر أنه أخذها من هذا الكتاب على جهة الحكاية والكتاب المذكور عندنا وجمد عليها شيخنا ولم يتكلم عليها بشئ (أقول) والظاهر أن هذه الحكاية لا أصل لها والله العالم لأن زيد بن صوحان (رض) قتل يوم الجمل في واقعة البصرة باتفاق المؤرخين وأهل السير قتله عمرو بن يثري الأزدي أشجع أهل البصرة ووقف عليه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: رحمك الله يا زيد، فلقد كنت خفيف المؤنة كثير المعونة قال فرفع زيد رأسه وفي آخر رمق، فقال: وأنت رحمك الله يا أمير المؤمنين وجزاك الله خيرا، والله يا أمير المؤمنين ما علمك إلا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
(من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) فكرهت أن أخذلك فيخذلني الله تعالى رواه الإمام السعيد الشيخ المفيد في الإقتصاد وابن أبي الحديد المعتزلي في شرع النهج العلوي وغيرهما (وأما) أخوه صعصعة بن صوحان (رض) فالظاهر من بعض الكتب المعتبرة إنه قتله معاوية ولم يبق إلى زمان الحسين (ع) فضلا عن زمان عبد الملك أو أبيه مروان (وأما) إبراهيم بن الأشتر (رض) فقد قتله عبد الملك بن