آل قارون لا كبا بكم الدهر * ولا زلتم رؤوس الرؤوس والسيد ناصر هو فرقد سمائهم وواحد عظمائهم ورأس رؤوسهم وناشر بزهم وصفوة مجدهم وربوة نجدهم وباسق غروسهم الخطيب الشاعر الرحيب المشاعر نثر فأكثر ونظم فأعظم وصاب فأصاب وجاد فأجاد وقضى فشرع ونضى فأشرع ففرع وفنن وبرع وتفنن فنظمه وشح الزمان ونثره نجح الأمان، يفضل زهر المروج بل يفضح زهر البروج، ويفوق سجع الحمام بل يخجل سفح الغمام وقد أثبت من كلامه وزهرات أقلامه ما تنافح به القماري وتصادح به القماري، أخبرني شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني قال كنت ذات يوم جالسا في مسجد السدرة أحد مساجد القرية المعمورة جد حفص إحدى قرى البحرين وهو مدرسة العلم ومجمع أولي الفضل والحلم وكان عميد البلاد وكبيرها، وقاضيها الدائم بتدبيرها وكان السيد حسين ابن السيد عبد الرؤف جالسا في ذلك المجلس وإلى جنبه السيد ناصر وأحد المدرسين يقرأ كتاب القواعد فجاء ابن أخ للسيد حسين نافحا بكمه وزحزح السيد ناصر عن مكانه وجلس إلى جنب عمه فغضب السيد ناصر وعتب وتناول القلم مسرعا وكتب: (لا تعجبن من تقدم ذي البنان الخاضب على ذي البيان الخاطب وذي الطرف المفتون على ذي الظرف والفنون وذي الجسم الفاضل على ذي الجسم الفاصل وذي الطول على ذي الطول فإن الزمان قد طبع على هذه الشيم مذ كان في المشيم وكتب ناصر بن سليمان البحراني) ورمى بالبطاقة وقام وأقام من البلاء ما أقام. الخ
(١٠٨)