واستشهد تعالى بهذا الإحداث والاختراع والابتداع على تفرده وتوحده في الأزلية، وهذه الأفعال تدل وتشهد على إيجاد العالم على نحو الحدوث الحقيقي أي المسبوقية بالعدم الصريح.
وهذه الأخبار أيضا تدل على بطلان قول القائل بأن صدور العالم عن الله سبحانه إنما هو على نحو العلية والمعلولية، وأن علمه تعالى علة لهذا النظام المحدود من دون فرق بين أوله وآخره الذي لا منتهى له، وأن هذا النظام الذي افترضوه صدر عن علمه تعالى من دون فرق بين أوله وآخره.. أي كما أن أول النظام معلول لعلمه تعالى كذلك آخره أيضا معلول له بلا فرق بينهما (1).
أقول: إن الالتزام بهذه المقالة يستلزم مفاسد كثيرة: