الأحاديث الصريحة الدالة على حدوث ما سوى الله تعالى أما الروايات الدالة على وقوع التفكيك بينه تعالى وبين ما سواه وأن جميع ما سوى الله حادث بمعنى انتهاء أزمنة وجودها في الأزل إلى حد وينقطع وأنها كائنة بعد أن لم يكن بعدية حقيقية لا بالذات فقط فمتواترة جدا كما لا تخفى على العارف بالأخبار.
ونحن نذكر الآن جملة منها، ولكن قبل سرد الروايات لابد من الإشارة إلى أن البحث الذي نحن الآن بصدد بيانه هو حول الدليل النقلي مع قطع النظر عن الدليل العقلي، وإن كان بعض الأدلة النقلية الآتية متضمنة للدليل العقلي أيضا.
* روى الشيخ الطبرسي - ومن سؤال الزنديق الذي سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسائل كثيرة.. -:
إنه قال الزنديق: من أي شئ خلق الله الأشياء؟
قال (عليه السلام): " لا من شئ ".
فقال: كيف يجئ من لا شئ شئ؟
قال (عليه السلام): " إن الأشياء لا تخلو، إما أن تكون خلقت من شئ أو من غير شئ، فإن كان خلقت من شئ كان معه، فإن ذلك الشئ قديم، والقديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير.. ".
إلى أن قال الزنديق: فمن أين قالوا إن الأشياء أزلية؟
قال: " هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما أنبأوا عنه، وسموا كتبهم أساطير، ووضعوا لأنفسهم دينا