فإن الفطرة والعقل كما أشرنا يحكمان بأن الموجود القادر على إبداع الحقائق والأشياء لا من شئ أشرف وأكمل من الموجود الذي تكون فاعليته وقادريته بفياضيته من ذاته. (1) وهذا النحو من الفاعلية هو من كمالاته وخصائص ذاته تعالى شأنه وليس كمثله شئ، والذين ذهبوا إلى خلاف ذلك ما قدروا الله حق قدره.
وأيضا ظهر مما قلناه أن عدم جريان قاعدة الواحد في مورد ذاته تعالى وخروجه سبحانه عنها يكون من باب الخروج الموضوعي والتخصص، لا الخروج الحكمي والتخصيص في حكم عقلي، فلا مجال لتوهم هذا الإشكال أيضا في هذا الباب كما لا يخفى (2).