والموجود الدائمي محال أن تكون له علة موجدة كما تحكم به الفطرة السليمة، سواء كان بالاختيار أو بالايجاب، وإن كان امتناع الأول أوضح وأظهر.
ومما ينبه عليه أن في الحوادث المشاهدة ففي الآن الأول يكون تأثير العلة هو إفاضة أصل الوجود، وفي كل آن بعده من آنات الوجود هو إبقاء الوجود واستمرار الجعل الأول، فلو كان ممكن دائمي الوجود فكل آن يفرض من آنات وجوده - غير المتناهي في طرف الماضي - فهو آن البقاء واستمرار الوجود، ولا يتحقق آن إفاضة أصل الوجود فيصبح جميع آنات الوجود هو زمان البقاء، ولا يتحقق آن ولا زمان للإيجاد وإعطاء أصل الوجود قطعا (1).
تتمة:
* قد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لو كان - أي الكلام - قديما لكان إلها ثانيا (2).
* وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): كيف يكون خالقا لمن لم يزل معه (3)..
وفيهما إشارة إلى أن الجعل لا يتصور بالنسبة إلى الموجود القديم الأزلي.