المتأخرون - مما لا يجتمع مع التصديق بما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجوه أخر أيضا:
الأول: التصديق بوجود آدم وحواء على ما نطق به القرآن والسنة المتواترة مشروحا.
الثاني: إنهم ذهبوا إلى قدم هيولى العناصر بالشخص وتعاقب صور غير متناهية عليها، فلابد لهم من القول بتكون أبدان غير متناهية من حصص تلك الهيولى، وتعلق صور نفوس غير متناهية بكل حصة منها.
وعندهم أيضا: انه لا يمكن اجتماع صورتين في حصة من تلك الهيولى دفعة، فيلزمهم اجتماع نفوس غير متناهية في بدن واحد إن اعترفوا بالمعاد الجسماني.
.. إلى غير ذلك من المفاسد تركناها روما للاختصار (1).
الدليل الخامس:
برهان التطبيق، وهو: إنا إذا أخذنا جملة العلل والمعلولات إلى ما لا يتناهى ووضعناها جملة، ثم قطعنا منها جملة متناهية، ثم أطبقنا إحدى الجملتين بالأخرى بحيث يكون مبدء كل واحدة من الجملتين واحدا فإن استمرتا إلى ما لا يتناهى كانت الجملة الزائدة مثل الناقصة.. وهذا خلف، وإن انقطعت الناقصة تناهت، ويلزم تناهى الزائدة، لأن ما زاد على المتناهي بمقدار متناه فهو متناه (2).