الثاني:
إن كانت فاعليته تعالى للأشياء بنحو العلية والترشح فلابد أن تكون هناك سنخية بينه تعالى وبين خلقه - وهو المعلول - لأن من الواجب أن يكون بين العلة الفائضة ومعلولها - الذي يكون رشحا من ذاتها - سنخية ذاتية، ولا يخفى أن الدليل العقلي والنقلي من الآيات المتظافرة والروايات المتواترة وردت في نفي السنخية بينه تعالى وبين خلقه، بل لا يكون معرفة التوحيد الحقيقي إلا بمعنى معرفة تنزه وجوده تعالى وتعاليه عن خلقه وتباينهما، والشرك أيضا لا يكون إلا بمعنى الاعتقاد بالتشابه بين الخالق والمخلوق، ولا يكون التوحيد الحقيقي بمعنى الوحدة العددية (1).