واعترض عليه (1): بأنهم ذهبوا إلى كون هيولى عالم العناصر واحدة بالعدد (2)، فكون صورة ما - وهي واحدة بالعموم - شريكة العلة لها يوجب كون الواحد بالعموم علة للواحد بالعدد وهو أقوى وجودا من الواحد بالعموم، مع أن العلة يجب أن تكون أقوى من معلولها.
ولو أغمضنا عن ذلك، فلا ريب أن تبدل الصور يستوجب بطلان الصورة السابقة وتحقق اللاحقة في محلها، وإذ فرض أن الصورة جزء العلة التامة للمادة، فبطلانها يوجب بطلان الكل - أعني العلة التامة - ويبطل بذلك المادة، فأخذ صورة ما شريكة العلة لوجود المادة يؤدي إلى نفي المادة.
والجواب (3): أنه سيأتي في مرحلة القوة والفعل (4) أن تبدل الصور في الجواهر المادية ليس بالكون والفساد وبطلان صورة وحدوث أخرى، بل الصور المتبدلة موجودة بوجود واحد سيال يتحرك الجوهر المادي فيه، وكل واحد منها حد من حدود هذه الحركة الجوهرية، فهي موجودة متصلة واحدة بالخصوص وإن كانت وحدة مبهمة (5) تناسب إبهام ذات المادة التي هي قوة محضة، وقولنا: " إن صورة ما واحدة بالعموم شريكة العلة للمادة " إنما هو باعتبار ما يطرأ عليها من الكثرة بالانقسام.