وجود العالم بعد العدم عند الإمامية - السيد قاسم علي الأحمدي - الصفحة ١٥٩
(التوحيد: ٥٥، بحار الأنوار ٣ / ٢٥٧ - ٢٥٨ و ٤ / ٢٧٧) * وقوله (عليه السلام): " الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته ولم يتبعض بتجزية العدد.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٢١ حديث ١) وقوله (عليه السلام): ".. البعيد عن حدس القلوب.. " (بحار الأنوار ٤ / ٢٩٤) وقوله (عليه السلام): ".. فهو بالموضع الذي لا يتناهى، وبالمكان الذي لم يقع عليه الناعتون، لا بإشارة، ولا عبارة، هيهات، هيهات.. ". (بحار الأنوار ٤ / ١٦٠) وقوله (عليه السلام): ".. وفات لعلوه على الأشياء مواقع رجم المتوهمين.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٧٥) وقوله (عليه السلام): ".. سبحان من لا يعلم كيف هو إلا هو.. ". (بحار الأنوار ٣ / ٣٠١) وقوله (عليه السلام): ".. لا يقال له ما هو؟ لأنه خلق الماهية.. ". (بحار الأنوار ٣ / ٢٩٧) وقوله (عليه السلام): ".. كالغامض لا يدركه أحد.. ". (بحار الأنوار ٣ / ١٤٩) وقوله (عليه السلام): ".. من نظر في الله كيف هو هلك.. ". (بحار الأنوار ٣ / ٢٦٤) وقوله (عليه السلام): " كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم.. ". (بحار الأنوار ٦٩ / ٢٩٣) وقوله (عليه السلام): ".. محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٢٢) وقوله (عليه السلام): ".. كل معروف بنفسه مصنوع.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٢٨) وقوله (عليه السلام): ".. ليس بإله من عرف بنفسه.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٥٣) وقوله (عليه السلام): ".. ما تصور فهو بخلافه.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٥٣) وقوله (عليه السلام): ".. ما تصور في الأوهام فهو بخلافه.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٣٠١) وقوله (عليه السلام): ".. ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٤٠) وقوله (عليه السلام): ".. كيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق، والله لا يوصف بخلقه.. ".
(بحار الأنوار ٣ / ٢٩٥) وقوله (عليه السلام): ".. كل ما قدره عقل أو عرف له مثل فهو محدود.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٩٣) وقوله (عليه السلام): ".. ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه، وعن الأفهام عن تستغرقه، وعن الأذهان عن تمتثله، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول، ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم... قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٢٢) وقوله (عليه السلام): ".. وقد ضلت في إدراك كنهه هواجس الأحلام، لأنه أجل من أن تحده ألباب البشر بالتفكير.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٧٥) وقوله (عليه السلام): ".. ردعت عظمته العقول فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٣١٧) وقوله (عليه السلام): ".. ارتفع عن أن تحوى كنه عظمته فهاهة رويات المتفكرين.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٧٥) وقوله (عليه السلام): ".. ليس علم الإنسان بأنه موجود موجب له أن يعلم ما هو؟ وكيف هو؟.. ".
(بحار الأنوار ٣ / ١٤٨) وقوله (عليه السلام): " تكلموا في خلق الله، ولا تتكلموا في الله، فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيرا ". وفي حديث آخر: " تكلموا في كل شئ، ولا تتكلموا في ذات الله. ". (الكافي ١ / ٩٢) وقوله (عليه السلام): " إياكم والتفكر في الله، فإن التفكر في الله لا يزيد إلاتيها. ". (التوحيد:
٤٥٧) وقوله (عليه السلام): " إذا انتهى الكلام إلى الله عز وجل فأمسكوا. ". (التوحيد: ٤٥٦) وقوله (عليه السلام): ".. فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف ربك فصف جبرئيل وجنود الملائكة المقربين مرجحنين متولهة عقولهم أن يحدوا أحسن الخالقين، وإنما يدرك بالصفات ذوو الهيئات.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٣١٤) وقوله (عليه السلام): ".. الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، بل وصفته بأفعاله، ودلت عليه بآياته.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٦٥) وقوله (عليه السلام): ".. لأنه اللطيف الذي إذا أرادت الأوهام أن تقع عليه في عميقات غيوب ملكه، وحاولت الفكر المبرات من خطر الوسواس علم ذاته، وتولهت القلوب إليه لتحوي منه مكيفا في صفاته، وغمضت مداخل العقول من حيث لا تبلغه الصفات لتنال علم إلهيته ردعت خاسئة تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلصة إليه سبحانه، رجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف منه كنه معرفته.. ". (بحار الأنوار ٤ / ٢٧٥) وقوله (عليه السلام): ".. لا يخطر ببال أولي الرويات خاطرة من تقرير جلال عزته، لبعده أن يكون في قوى المحدودين.. ". (بحار الأنوار ٤ / 275) .. وغيرها من الأخبار الكثيرة القطعية الدالة على النهي عن الخوض والتعمق والتكلم والتفكر في ذاته سبحانه، وأن البحث عنها موضوع، بل قد ورد النهي عن المجالسة مع الخائضين، لأجل أن الذات المقدسة عندهم (عليهم السلام) ممتنع الإدراك بالذات.
أقول: وتدل على بطلانها أيضا الأخبار المتواترة القطعية الدالة على التباين الكلي وعدم السنخية بينه تعالى وبين خلقه، كما سنوافيك بها قريبا.
ومع هذه التصريحات عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في امتناع حقيقة الذات المقدسة عن الإدراك، لا وجه لما ذهب إليه الفلاسفة والعرفاء من القول بوحدة الوجود و.. إلى القول بالصدور والرشح والفيضان، أو القول بالتطور والتشوءن فيه تعالى - لأنه - مضافا إلى لزوم السنخية بينه سبحانه وبين خلقه - يستلزم الإدراك والاكتناه بذاته تعالى كما لا يخفى.
وأيضا لا وجه لما ذكره بعض المعاصرين في تفسيره - بعد نقله الروايات الناهية عن التفكر في الله - بقوله: النهي إرشادي متعلق بمن لا يحسن الورود في المسائل العقلية العميقة..!!
(الميزان 19 / 53)