الزماني، بل ينبغي أن يقال: إن للباري تعالى تقدما خارجا عن القسمين، وإن كان الوهم عاجزا عن فهمه.
وقال في شرح رسالة العلم:
أزليته تعالى إثبات سابقية له على غيره، ونفي المسبوقية عنه، ومن تعرض للزمان أو الدهر أو السرمد في بيان الأزلية فقد ساوق معه غيره في الوجود.
ولا يخفى أن قصور فهم عقلاء البشر - فضلا عن جهلائهم - بل عجز مكاتب المعرفة البشرية عن الوصول إلى الإحاطة ب: العلوم السماوية وفهم حقيقة معنى التجرد عن الزمان والمكان هو منشأ الخلط والخبط والوهم في ذلك كله، وهذا الباب من المعرفة إن لم يمنوا بها أولياء الوحي علينا فما كان للعقل سبيل إلى معرفته مطلقا فضلا عن الظنون والأهواء والاستحسانات الواهية.
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
* فعن الإمام الرضا ثامن الحجج (عليه السلام):
".. إنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم، فازدادوا من الحق بعدا ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشأ إلى صراط المستقيم.. " (1).