خلقت قبل الأجساد، فالإشارة بكنت نبيا إلى روحه الشريفة أو حقيقة من حقائقها، ولا يعلمها إلا الله ومن حباه بالاطلاع عليها... " (1).
وقد ذكر ابن حجر المكي في (الفتاوي الحديثية) كلام السبكي في أدلة بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملائكة كذلك.
وقال محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي: " ويستدل بخبر الشعبي وغيره مما تقدم في الباب السابق: على أنه صلى الله عليه وسلم ولد نبيا، فإن نبوته وجبت له حين أخذ منه الميثاق، حيث استخرج من صلب آدم، فكان نبيا من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبيا، كمن يولى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته، وإن كان تصرفه يتأخر إلى حين مجئ الوقت، والأحاديث السابقة في باب تقدم نبوته صريحة في ذلك " (2).
أقول:
حديث الشعبي هو: ما أخرجه ابن سعد عنه مرسلا: قال رجل: يا رسول الله متى استنبئت؟ قال صلى الله عليه وسلم: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق " (3).
وقال نور الدين الحلبي: " وفي الوفاء عن ميسرة قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش، كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق