فأنزل الله ما قرأت (1).
وأخرج ابن جرير، وابن حاتم، عن السدي في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء} قال: غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما من الأيام، فقام خطيبا، فقال: سلوني فإنكم لا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به فقام إليه رجل من قريش، من بني سهم، يقال له عبد الله بن حذافة، وكان يطعن فيه، فقال: يا رسول الله من أبي؟ قال (صلى الله عليه وآله): أبوك فلان، فدعاه لأبيه، فقام إليه عمر، فقبل رجله وقال:
يا رسول الله، رضينا بالله ربا، وبك نبيا، وبالقرآن إماما، فاعف عنا، عفا الله عنك، فلم يزل به، حتى رضي، فيومئذ قال (صلى الله عليه وآله): الولد للفراش وللعاهر الحجر.
فكان غضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عمر شديدا، إلى درجة اضطر معها عمر إلى تقبيل رجله (صلى الله عليه وآله)، وطلب العفو منه، وإعلانه الشهادة من جديد!
وعن أبي هريرة، أن عمر بن الخطاب قال: إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله أعلم من آباؤنا.
فسكن غضبه ونزلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء}.
لقد ذكرت قضية سب النبي (صلى الله عليه وآله) بواسطة عمر، في أمهات الكتب الإسلامية مثل صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وكتب التفسير والسيرة. ولما كانت عملية سب نبي البشرية من قبل عمر بن الخطاب فاحشة، ولا يتحملها المسلمون، فقد سعى بعض محبيه (من مبغضي أهل البيت (عليهم السلام)) إلى حذف هذه الروايات من كثير من الكتب، أو حذف بعضها، أو حذف اسم عمر. أو تحويرها!
ورأى البخاري ومسلم وآخرون، أن هذه الروايات متواترة، ولا يمكن غض النظر عنها، خاصة وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد جمع المسلمين لأجلها. فبينوا وجود قضية خطيرة حصلت في المدينة، في أواخر حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، تعرض فيها النبي (صلى الله عليه وآله)