وذكر المحقق ابن الجوزي: (ولا زلت استشكل هذا الحديث - أي حديث إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف الخ - وأفكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله علي بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله تعالى، وذلك إني تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه) (1).
وقال الكليني في الكافي عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال: كذبوا أعداء الله، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد (2).
وجاء أيضا: " وفي أخبارنا أن السبعة أحرف ليست هي القراءة بل هي أنواع التركيب من الأمر والنهي والقصص وغيرها (3).
وذكر أحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن بطة في مصنفاتهم عن الأعمش عن أبي بكر بن أبي عياش في خبر طويل أنه قرأ رجلان ثلاثين آية من الأحقاف فاختلفا في قراءتهما، فقال ابن مسعود: هذا الخلاف ما أقرؤه، فذهبت بهما إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فغضب وعلي عنده، فقال علي: رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمركم أن تقرأوا كما علمتم.
فيظهر بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرهم باتباع ما تعلموه وترك القراءات الأخرى. وترجع قراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو إلى ابن عباس، وابن عباس قرأ على علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقالوا: فصح القراءات قراءة عاصم. وأخذ عاصم ذلك من أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ السلمي القرآن كله على علي بن أبي طالب (عليه السلام).