الدينية العظمى التي وقع فيها اليهود والنصارى. وهذه القضية يدركها كل إنسان عاقل فهل خفيت تلك المسألة على أبي بكر وعمر؟ بينما قال عثمان لاحقا: أشفقت على هذه الأمة من اختلافهم في القرآن (1).
لقد ذكرنا بأن الحديث النبوي (صلى الله عليه وآله) الداعي لنشر السنة النبوية قد ذكره عمر وباقي الصحابة وهو: ليبلغ الشاهد منكم الغائب.
والأخطر من ذلك أن عمر بن الخطاب أقدم على تزييف القرآن المدون في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) والمعروف بمصحف علي (عليه السلام) ومصحف ابن عباس ومصحف ابن مسعود بذكر آيات كثيرة بدعوى أنها من القرآن الكريم، وإنكاره حقيقة آيات أخرى مدونة فعلا (2).
ولو استمر عمر بن الخطاب في حكومته لمنع نسخ القرآن، وثبتت دعواه في زيادته ونقصانه، واستمر منع تفسيره ومنع تدوين وذكر السنة النبوية.
وبكلمة أخرى ضياع تراث محمد (صلى الله عليه وآله)، ولحدثت في المسلمين فاجعة تشابه فاجعة أهل الكتاب ولكن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الشريف {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (3).
وعندما لمس الناس خطورة فعل أبي بكر وعمر في عدم نسخهما للقرآن الكريم وعدم جمعهما له على قراءة واحدة أوجد عبد الله بن الزبير عذرا لهذا أو أن الأمويين أوجدوا عذرا على لسانه جاء فيه:
فكان عمر (رضي الله عنه) قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة فطعن طعنته التي مات فيها (4).