قال ابن أبي الحديد: سألت النقيب أبا جعفر عن هذا الحديث في عمر، فقال: إن عمرو بن العاص فخر على عمر لأن أم الخطاب زنجية، وتعرف بباطحلي تسمى: صهاك فقلت له: وأم عمرو النابغة أمة من سبايا العرب.
فقال: أمة عربية من عنزة سبيت في بعض الغارات، فليس يلحقها من النقص عندهم، ما يلحق الإماء الزنجيات (1).
وقال عمرو بن العاص واصفا عمر أمام مسلمي المدينة في خلافة عثمان: ثم ولي الأعسر الأحول ابن حنتمة (2).
والعارف بالسيرة يدرك بأن حنتمة لم تكن بنت هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي لأن الوليد بن المغيرة كان من طغاة قريش ورؤسائها وقد نزل فيه قرآن:
{وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} (3).
والرجل هو الوليد بن المغيرة أو حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي (4).
ولو كانت حنتمة ابنته لما انتقص ابن العاص عمر بن الخطاب بحنتمة! ولما انتقصته فاطمة أخت خالد بن الوليد بن المغيرة قائلة: والله ما أراد ابن حنتمة... (5) ولو كانت حنتمة بنت الوليد بن المغيرة لما أصبح عمر بن الخطاب أجيرا أو عبدا عند الوليد بن المغيرة يحمل له متاعه، كما ذكرنا في سفرة عمر مع الوليد إلى الشام. ولو كان عمر ينتسب إلى الوليد بن المغيرة المخزومي من أمه لما انتقصه أبو