- 76 - الإخلاص في عمل الخير والمراد به أن يقصد بعمل الخير التقرب إلى الله محضا، ولا يقصد معه ترتب أي فائدة عليه من ناحية أحد من الناس - فقد يضر ذلك بالإخلاص بهذا المعنى - وأن لا يقصد به العبودية لغير الله بالإشراك في الربوبية جليا أو خفيا بالرياء، فإن قصد إراءة الناس أنه يعبد الله فهو الشرك الخفي كما وردت به النصوص، سنوردها تحت عنوان: " الرياء ".
وأما لو كان يترتب على العمل بذاته لا من حيث إنه عبادة الله فائدة كالإحسان والإعانة والضيافة وحسن الخلق والصدق... وغيرها مما هي مستحسنة عند الناس، فقصد أن يمدحه الناس بذلك لا أن يمدحوه بأنه يعبد الله، فلا دليل على كونه شركا ولا حراما، ولكن تمحيض العمل لله وإخلاصه من غيره مطلوب شرعا، مرغب عليه في النصوص، ولا إشكال في هبوط درجة العمل بشوب قصد القربة فيه لغيره، كما سيأتي في عنوان: " نية القربة ".
وهل يسقط عن درجة القبول بالكلية ولا يترتب عليه مثوبة رأسا، أو يقتضي ذلك تقليل مثوبته؟