التعليق: يا لعجب الله! أين دقة هذا الكلام من ما يتعلق بالحادثة من سلوكيات جمة ترتبط بالمفاهيم الأساسية للتشيع وتكوين الجماعة المؤمنة كمفاهيم التبري والتولي والتأسي؟!
313 - أنا لا أتصور الزهراء إنسانة لا شغل لها في الليل ولا النهار إلا البكاء.
(شريط مسجل بصوته).
التعليق: أولا: من قال إن الزهراء كانت لا شغل لها في الليل والنهار إلا البكاء؟.
ثانيا: من أين جاء عدم تصوره هذا؟ فالتاريخ ليس شهوة بيد الإنسان يلونه كيف ما شاء. ألأنه لا يتحمل وجود امرأة باكية لتظهر معارضتها لما يجري في أمتها؟ أم أن أفعال القوم كانت من النزاهة والعفة بحيث إن أياديهم لم تصل إلى مثل الزهراء (ع)؟ وقد وصلت إلى أبنائها وبناتها بعظيم الرزايا والآلام.
ثالثا: إذا كان النص التاريخي يتحدث عن طول بكائها وحزنها والحيثيات المرتبطة به تدعو إلى هذا الفعل والتشريع لا ينفيه، بل يؤكد وجوده، بل يرجحه حيث كان من الأمور الظاهرة في خدمتها للعقيدة، فعلى ماذا تراه مرة لا يتصور وأخرى لا يعتقد وثالثة لا يتفاعل ورابعة لا ينفتح و..
إني لأحسب محمد حسين فضل الله قد تأثر ببيت الشعر:
كل البكا والنوح * يجري على حسين فرام تغييره ليغدو:
كل البكا والنوح * يجري على عمي!!
314 - قبل سنة في هذا المسجد في مجتمع للجنة النسائية محدود جدا تحدثت عن الزهراء وسئلت عن مسألة كسر الضلع فقلت أنا حسب اطلاعي أن الرواية الواردة في هذا ضعيفة، وقلت إن التحليل التاريخي يجعل الإنسان يتحفظ في هذا الموضوع باعتبار أن الزهراء كانت تملك محبة وثقة وعاطفة لدى المسلمين لم يبلغها أحد كنا نقول: إن هناك تحفظ في الرواية الواردة لأنها ضعيفة في سندها وفي طبيعتها وأن تحليل دراسة موقع الزهراء في المسلمين يجعلنا نستبعد أنهم يجرؤون على ذلك حتى لو كانوا في أشد حالات الانحراف والوحشية. (شريط مسجل بصوته).