التعليق: أولا: إن الرواية كما هو معلوم لدى الخبير هي في غاية الصحة والدقة، وتنسجم معها عشرات النصوص التي وردت عن طريق العامة، فضلا عن تواتر ما نقلوه عن أبي بكر في احتضاره: يا ليتني لم أفعل ثلاث ثم ذكر من بينها: يا ليتني لم اكشف (أو افتح) بيت فاطمة ولو انطوى على حرب..
ثانيا: التحليل التاريخي هو أحد الأدلة الواضحة على صحة هذه الرواية، فما فعلوه بعترة الزهراء (ع) وإرثها وببعلها يكفي دليلا على صحة ما جاء في رواياتنا.
315 - ثم رأينا أن الشيخين أبا بكر وعمر جاءا يطلبان المسامحة من الزهراء مما يدل على أن الزهراء كانت تحتفظ بقيمتها في المجتمع المسلم حتى من كبار الصحابة..
(شريط مسجل بصوته).
316 - وكانوا يحيطونها باحترام وقدسية.. (شريط مسجل بصوته).
317 - كما يروي المؤرخون أن أبا بكر وعمر استأذنا عليا في أن يزورا الزهراء في بيتها ليتحدثا معها لأنهما سمعا أنها غاضبة عليهما!! واستأذنها علي في ذلك وقالت له:
البيت بيتك، وجاءا وجلسا إليها وتحدثا معها وتحدثت معهم بشكل طبيعي. (شريط مسجل بصوته).
التعليق: هذا تخرصه، بل أمنيته. أما الواقع التاريخي فقد جاء على لسان العامة تكذيب ذلك فضلا عن تكذيب أهل البيت (ع) له، ويكفينا هنا أن ننقل للقارئ الكريم ما نقله أحد أعلام العامة وهو ابن قتيبة الدينوري حيث يقول في كتابه الإمامة والسياسة أو تأريخ الخلفاء ما نصه بعد أن ينقل كيف دخلا عليها فحولت وجهها إلى الحائط وبعد نقله لحديث الأول قال: فقالت:
أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم.
فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله (ص) قالت: (فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه).
أنظر: الإمامة والسياسة المعروف بتأريخ الخلفاء 1: 31