ثانيا: كانت الزهراء (ع) في غاية الفطنة السياسية والاجتماعية لتذهب وتكلمهم من وراء الباب كما هو في جميع المصادر وذلك لسببين رئيسيين: أولهما: أنها أفلحت في إرجاع الهجومين السابقين لعمر وأصحابه، فقد رجع بسبب صوتها وتقريعها بالقادمين ثلة كبيرة ممن قدم مع عمر حتى لم يبق معه إلا أدوات الجريمة مما سلبه من سلاح كان يمكن أن يتسلح به بدعوى أنه يمثل الرأي العام الإسلامي آنذاك، وهذا مما أسقطته الزهراء (بأبي وأمي) والثاني: أفرغت كل ما يمكن لعمر أن يتحجج به في تبرير هذا الهجوم، فمبدئيا لو كان الإمام (ع) هو الموجود بدلا عنها (صلوات الله عليها) لأمكن الكذب بالقول بأن الإمام (بأبي وأمي) هو الذي ابتدأ، ولكن وجودها علاوة على كونها ما زالت للتو مثكولة بأعز المخلوقات وما يفترض أنه نبيهم (ص) وبالتالي لا يصح مهاجمتها وعلاوة على كونها امرأة مما يسقط أي إمكانية لإلقاء اللوم عليها، وعلاوة على كونها امرأة مما يستقبح الهجوم عليها، فإنها علاوة على كل ذلك ليست طرف البيعة الذي جاءوا لأخذ الإقرار منه، مما يسلبهم من أي حجة أمنية أو سياسية أو اجتماعية أو تشريعية، وللأمر تفصيلات كثيرة تراجع في مفصلات الكتب.
ملاحظة: ننصح بمراجعة كتاب " مأساة الزهراء (ع) شبهات وردود " للسيد جعفر مرتضى العاملي وكتاب " الهجوم على بيت فاطمة " للأستاذ عبد الزهراء مهدي، وحوار الشيخ جلال الدين الصغير " حول مظلومية الزهراء (ع) وعصمتها " الذي انتشر على أشرطة الفيديو ضمن الحلقة الأولى من سلسلة: حوارات عقائدية وسيجد طريقه للنشر في كتاب عن قريب إن شاء الله، وكتاب " حوار مع فضل الله حول الزهراء (ع) " للسيد هاشم الهاشمي.
328 - كونها شهيدة أي إنها تأتي شاهدة يوم القيامة وليس بمعنى أنها قتلت..
(شريط مسجل بصوته في مكة يوم 6 / ذي الحجة 1418 ه). و (شريط مسجل بصوته في 1 / 10 / 1998).
329 - تعليقا على الرواية الصحيحة عن الإمام الكاظم (ع) حين قال: السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة ففسرها الرجل بأن كونها شهيدة أي بعنوانها شاهدة.
(بيان الحق: 35).