فالمجتمع الإنساني عنده لا يحتاج إلى توصية ولا تربية ولا قانون في حفظ الفرج، لأن ذلك أمر غير مهم!
والرابعة: زعمهم أن الإسلام يصوغ العقل البشري ويقوله، ويسلبه حريته!
وهي مقولة تعلمها غربي من الغربيين الذين يلجؤون إليها عندما يصطدمون بأدلة العقل المسلمين ولا يجدون جوابا، فيقولون إن الإسلام صاغ عقولهم في قالب، فصاروا لا يتقبلون الفكر المضاد له، ولا ينفع معهم نقاش!
وهي حجة العاجز عن مواصلة البحث العلمي والاستدلال المنطقي!
وأسهل رد عليها أن نقول لهم إن ثقافتكم المادية قد صاغت عقلكم الغربي ووضعته في قالب فأنتم لا تتقبلون الفكر المضاد لها ولا ينفع معكم النقاش، إلا بإفحامكم، وبيان عجزكم أمام أدلة العقل!
وتحليل المسألة: أن كل دين وكل منهج تفكير، سماويا كان أو أرضيا، يعمل لتوجيه عقول الناس وصياغتها، ولذلك تجد عقائد الناس وقناعاتهم مختلفة!
وهذا التأثير على عقول الناس يمكن أن نعتبره مدحا، كما يمكن أن نعتبره ذما حسب موقفنا منه. فلو نجح غربي وأسياده أساتذة الثقافة المادية في التأثير على عقول الناس وصاغوها بقالبهم، لأفتخروا بذلك وجعلوه دليلا على أصالة الفكر المادي وقوته! فلماذا تكون قولبتهم للعقل البشري نجاحا ومديحا وفضيلة، ولا تكون قولبة الإسلام للعقل المسلم كذلك، بل يعدونها تخلفا وإخفاقا؟!
فالمسألة عندهم انتقائية تعصبية، وليست علمية! أنظروا إلى قول غربي:
(لا يصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم، والحجب، على العقل المقولب الذي صاغه هو! واستمر الحال، طوال فترة التمويل الإسلامي، لبنية الفكر العربي، يعمل على تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب، ولا يلتفت إلى هذه الحرمة عندما يتعلق الأمر بأي عقل