من نكبة في حرياتهم، ونكسة في بناهم العقلية، وتأخر في طرائق تفكيرهم وتناولهم لأي أمر)! انتهى.
وهكذا يسوق غربي هذه التهم والافتراءات على الإسلام والقرآن، بدون أن يأتي بدليل من نص واحد، ولا شبه دليل من نصف نص، فلم يذكر في كل مقاله إلا آية: (والذين هم لفروجهم حافظون) واجتزأها من سياقها، ولم يفسرها بل رفعها علما يسخر بها ومنها! وكأن الدعوة إلى حفظ الفرج جريمة فاضحة!
رابعا: استعمل غربي إسقاطا ذريعا للواقع العربي على الإسلام، فدعا إلى احترام العقل قبل الفرج، فقال: (حرمة العقل هي ما يعطي للحرية قداستها.. وعندما يتم التسلط على العقول بالحجب والمنع والغسيل الوسخ لمستمر، تصبح الحرية مطلبا غاليا وعزيزا، أعز من طلب الثأر لانتهاك العرض، وأعز من طلب دم العار. وتصبح فاجعة فقدها... أبشع وأشنع من فقد بكارة المغتصبة، وأنكى من فقد الشرف. قال غربي: عندما نحصل على حقنا في حفظ عقولنا من الانتهاك... سننظر لاحقا... في أمر الفروج). انتهى. وفي هذا المنطق عدة مزاعم غير عقلانية:
أولها: أن القرآن اهتم بالفرج أكثر من العقل. وهو كلام متهور غير مطلع على القرآن والسنة، أو عدو لهما مكابر! والدليل البسيط عليه أن العقل ومشتقاته استعمل في القرآن في أكثر من خمسين آية، بينما لم يستعمل كلمة فرج ومشتقاته إلا تسع مرات فقط! ولا يتسع المجال لعرض آيات العقل ومكانته والتشريعات المتعلقة به!!
الثاني: أنه يصور وجود تناقض أو تضاد بين اهتمام الدين بالعقل والفرج، وكأن الدين أو الدولة أو القانون، لا يمكنه أن يهتم بهما معا ويضع لكل منهما التشريعات المناسبة.. فالقضية العقائدية والاجتماعية هي: إما العقل وإما الفرج!!
وهذا يشبه أن يقول شخص لغربي: لا يمكنك الجمع بين الاهتمام بعقلك