عندما أحدد للعقل مجرى تفكيره، وأحدد له الهدف الذي ينبغي الوصول إليه وأحذره من الوصول إلى غير الهدف المنشود.. فأكون عندها قد تدخلت في بنيته، وأفقدته حريته، وانتهكت له كل حرمه.
أي إعمال عقل هذا، الذي تسبقه الشروط؟
شخصيا، أؤمن بأنه (لا قيد على العقل في أن يفسر وأن يستدل طالما هو يبين في دقة، كيف سارت خطواته المنطيقية، وهو يرد ذلك الأمر الواقع إلى مصدره).
كيف هي القيود لمن سار منطقه السليم، إلى ضد الهدف الإسلامي؟
أما أن المغالطة أيضا القول إن في الأمر بحفظ الفروج بطريقة مباشرة جلية، والأمر بحفظ العقول بطريقة مجازية، ارتقاء بالفرج على العقل، فهذا ما لم أغالط به أنا. أنا قلت إن الدعوة إلى إعمال العقل، جاءت بآلية موجهة، دون حفظ لحرمة العقول، عندما يترتب على إعمالها ما لا يراد.
أما تصويب أغلب الخطاب جهة الفرج دون العقل في القرآن، فهذا ما لا أشك فيه. ولكنني سأعتبر كل الشواهد العقلية في القرآن، وستتغير النسبة عندها إن وجدت تلك الشواهد خالية من شوائب التوجيه والنمطية.
أما الشهوة الجنسية (وما يترتب على إطلاق عنانها من المساوئ أعظم أثرا في المجتمعات الإنسانية من أي إطلاق لعنان آخر) فهذا يصح، لو كنت تتحدث عن مجتمع حيواني يا غشمرة، لا مجتمع إنساني.
لا خلاف في أن الشريعة الإسلامية تحض على الطهارة، والسلوك الجنسي القويم، ولكن الأمر لا يعني كل تلك التهولة المتوقعة من فقدان هذه الشريعة.
ولا داعي للتأويلات اللغوية يا غشمرة، فلسنا في معرضها، ولا أظنك تخبرني سفسطائيا، فهات ما لديك، وقل ما ترى، وأنا كلي عيون تقرأ.
حفظك الله من كل مكروه.