وكتب غربي:
فضيلة الشيخ العاملي: (لا شك أن العمل بدون طمع بثواب ولا خوف من عقاب أرقى.. فكن أنت كذلك، أما غيرك فاقبل منه فعل الخير بأي دافع، ولأي هدف). سأقبل ذلك يا عاملي، وطالما قبلت.. على أن يقبل مني " غيري ". أفضالا أؤديها بلا هدف أرومه منها، وبلا نية مسبقة، وبدون تلمس رضوان الله سبحانه.
تغييب النية هنا، أو عدم اشتراطها، أو قبول العمل بغض النظر عن نية صاحبه، ومن ثم التزام الظاهر والابتعاد عن مسألة الباطن.. كل تلك تقودنا لمطلب علماني أصيل، وهو أن مقياس الفرد ما يقدمه، لا بما يعتمل في دواخله.
ثم.. مالي أراك وكأنك تتخبط يا عاملي؟ أنت تعلي من قيمة العمل بلا نية مسبقة، وتجعله أرقى من أي عمل يصدر عن نيات مسبقة.. ثم أنت تعود وتشير إلى النيات التي " أولاها الإسلام عناية أكثر من كل الأديان، وجاء في إخلاص النية آيات وأحاديث، وفيه بحوث فقهية وأصولية وفلسفية..)!
وأنا أريد أن أفهم الآن.. في خطابك الإسلامي يا شيخ الإسلام.. أيهما أجل وأرقى.. فضيلة محضة، بلا سابق نية، أم نية تسبق العمل، أولاها الإسلام العناية وجاءت بها الآيات والأحاديث، والمباحث الفقهية والأصولية؟
ثم تعود مرة أخرى في رد يعقب وتحمل على " الدوافع " الخارجة عن إطار تمني الثواب، وخوف العقاب!
وفي تخبط آخر.. تجعل النية مناطا حتميا لكل عمل.. وبذلك.. فإن زيدا يكافأ بما يكافأ به عمرو لنفس العمل، ولو نوى أحدهما وكان الآخر كغربي لا يرى جدوى في النية، ويرى عمله أجمل بدونها.
ووقفة أخيرة.. وليكن عنوانها: طرائق التفكير الأصولي.. يتضح لنا منها كيف