____________________
(1) يقع البحث في مقامات:
الأول: أن مقتضى كون الامام قائما مقام النبي في جميع شؤونه إلا تلقي الوحي، هو تخلقه بأخلاقه واتصافه بصفاته، إذ بدون ذلك لا يتم الاستخلاف والنيابة، ومعه لا يتم اللطف، وهو نقض للغرض، ومخالف لمقتضى عنايته الأولى ورحيميته، ونقض الغرض، والمخالف لمقتضى عنايته تعالى لا يقع ولا يصدر منه أصلا كما لا يخفى.
وتوضيح ذلك أنه قد مر في باب النبوة أن من أغراض البعثة هو استكمال النفوس، فاللازم هو أن يكون النبي في الصفات أكمل، وأفضل من المبعوثين إليهم حتى يتمكن له أن يهديهم ويستكملهم وينقاد الناس له للتعلم والاستكمال، فإن كان النبي مبعوثا إلى قوم خاصين فاللازم هو أن يكون أفضل منهم في ذلك الزمان، وإن كان مبعوثا إلى جميع الناس إلى يوم القيامة، فاللازم هو أن يكون أفضل من جميعهم إذ لولا ذلك لما تيسرت الهداية والاستكمال بالنسبة إلى جميعهم، مع أنهم مستعدون لذلك، وهو لا يساعد عنايته الأولى وإطلاق رحيميته ونقض لغرضه، وهو لا يصدر منه تعالى.
فإذا ثبت ذلك في النبي لزم أن يكون الامام أيضا أفضل الناس في صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل، ومن تدبير وعقل وحكمة
الأول: أن مقتضى كون الامام قائما مقام النبي في جميع شؤونه إلا تلقي الوحي، هو تخلقه بأخلاقه واتصافه بصفاته، إذ بدون ذلك لا يتم الاستخلاف والنيابة، ومعه لا يتم اللطف، وهو نقض للغرض، ومخالف لمقتضى عنايته الأولى ورحيميته، ونقض الغرض، والمخالف لمقتضى عنايته تعالى لا يقع ولا يصدر منه أصلا كما لا يخفى.
وتوضيح ذلك أنه قد مر في باب النبوة أن من أغراض البعثة هو استكمال النفوس، فاللازم هو أن يكون النبي في الصفات أكمل، وأفضل من المبعوثين إليهم حتى يتمكن له أن يهديهم ويستكملهم وينقاد الناس له للتعلم والاستكمال، فإن كان النبي مبعوثا إلى قوم خاصين فاللازم هو أن يكون أفضل منهم في ذلك الزمان، وإن كان مبعوثا إلى جميع الناس إلى يوم القيامة، فاللازم هو أن يكون أفضل من جميعهم إذ لولا ذلك لما تيسرت الهداية والاستكمال بالنسبة إلى جميعهم، مع أنهم مستعدون لذلك، وهو لا يساعد عنايته الأولى وإطلاق رحيميته ونقض لغرضه، وهو لا يصدر منه تعالى.
فإذا ثبت ذلك في النبي لزم أن يكون الامام أيضا أفضل الناس في صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل، ومن تدبير وعقل وحكمة