ثم إنه - عليه السلام - نص على إمامة الحسن والحسين، والحسين نص على إمامة ولده علي زين العابدين، وهكذا إماما بعد إمام ينص المتقدم منهم على المتأخر إلى آخرهم، وهو أخيرهم على ما سيأتي (1).
____________________
(1) يقع الكلام في أمور:
الأول: أنه قد مضى البحث عن كون أمير تعيين النبي بيد الله أو بيد النبي الآخر الذي عينه الله فإنه لا يقول إلا عن الله، وحيث إن الإمامة كالنبوة عندنا إلا في تلقي الوحي فالأمر فيه واضح، فلا مجال لانتخاب الناس وتعيينهم، كما لا يخفى، ولذلك قال في العقائد الحقة: فمن قال بلزوم بعث النبي - صلى الله عليه وآله - من جانب الله تبارك وتعالى، لابد له من القول بلزوم نصب الإمام من جانب الله تبارك وتعالى، وليس هذا من قبيل نصب السلطان أو نصب السلطان ولي العهد، لأن نصب الناس أو نصب السلطان راجع إلى نصب من يلي أمر الناس من جهة معاشهم، وما يكون مربوطا بدنياهم ولا ربط له بأمور الآخرة، فنصب الإمام من جانب الناس، كنصب
الأول: أنه قد مضى البحث عن كون أمير تعيين النبي بيد الله أو بيد النبي الآخر الذي عينه الله فإنه لا يقول إلا عن الله، وحيث إن الإمامة كالنبوة عندنا إلا في تلقي الوحي فالأمر فيه واضح، فلا مجال لانتخاب الناس وتعيينهم، كما لا يخفى، ولذلك قال في العقائد الحقة: فمن قال بلزوم بعث النبي - صلى الله عليه وآله - من جانب الله تبارك وتعالى، لابد له من القول بلزوم نصب الإمام من جانب الله تبارك وتعالى، وليس هذا من قبيل نصب السلطان أو نصب السلطان ولي العهد، لأن نصب الناس أو نصب السلطان راجع إلى نصب من يلي أمر الناس من جهة معاشهم، وما يكون مربوطا بدنياهم ولا ربط له بأمور الآخرة، فنصب الإمام من جانب الناس، كنصب