بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية - السيد محسن الخزازي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢

____________________
كمال الاهتمام ولم يهمله، بل من أول الأمر وشروعه في دعوة الناس إلى التوحيد توجه إليه وأحكم أمر الإمامة بعده، فنسبة الإهمال إليه - صلى الله عليه وآله - إفك وافتراء، وعليه فلا مجال بعد نصب النبي عليا من جانب الله تعالى للخلافة لهذه الأبحاث، من أن نصب الإمام واجب على الناس؟ أم لا يكون واجبا؟ فإذا كان واجبا، فهل هو واجب على جميع الأمة؟ أو على بعضها؟
وعلى الأخير هل المراد من البعض أصحاب الحل والعقد؟ أو المراد غيرهم، فإن تلك الأبحاث من متفرعات الإمارة والخلافة الظاهرية دون الخلافة الإلهية المنصوصة، فإن النصب فيه نصب إلهي كنصب النبي، والمفروض هو وقوعه، فتلك الأبحاث اجتهاد في قبال النص، ثم من المعلوم أن النصب الإلهي خال عن الانحراف وأبعد عن الاختلاف فيه، ولعله لذلك قال الشيخ أبو علي سينا:
والاستخلاف بالنص أصواب، فإن ذلك لا يؤدي إلى التشعب والتشاغب والاختلاف (1).
ثم إن المصنف لم يشر إلى البحث السندي عن هذه الروايات، لأنها من المتواترات، وقد تصدي لإثباته جمع من أعاظم الأصحاب كالعلامة مير سيد حامد حسين موسوي النيشابوري الهندي - قدس سره - في عبقات الأنوار، وكالعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني - قدس سره - في الغدير، قال العلامة الأميني حول حديث الغدير: ولا أحسب أن أهل السنة يتأخرون بكثير من الإمامة في إثبات هذا الحديث، والبخوع لصحته، والركون إليه، والتصحيح له، والإذعان بتواتره، اللهم إلا شذاذ تنكبت عن الطريقة، وحدت بهم العصبية العمياء إلى رمي القول على عواهنه، وهؤلاء لا يمثلون من جامعة العلماء إلا أنفسهم، فإن المثبتين المحققين للشأن المتولعين في الفن لا تخالجهم أية شبهة

(1) الهيات الشفاء: ص 564.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 104 105 106 107 109 ... » »»
الفهرست