بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية - السيد محسن الخزازي - ج ٢ - الصفحة ٢١٢
من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره " (1).
بل هم يريدون من أتباعهم أن يكونوا دعاة للحق وأدلاء على الخير والرشاد، ويرون أن الدعوة بالعمل أبلغ الدعوة باللسان: " كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع " (2).
ونحن نذكر لك الآن بعض المحاورات التي جرت لهم مع بعض أتباعهم، لتعرف مدى تشديدهم وحرصهم على تهذيب أخلاق الناس:
1 - محاورة أبي جعفر الباقر - عليه السلام - مع جابر الجعفي (3):
" يا جابر! أيكتفى من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت!
فوالله ما شيعتنا إلا من أتقى الله وأطاعه ".
" وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء ".
" فاتقوا الله واعملوا لما عند الله! ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل أتقاهم وأعملهم بطاعته " (4).

(١) أصول الكافي: كتاب الايمان، باب زيارة الاخوان.
(٢) نفس المصدر: باب الورع.
(3) نفس المصدر: باب الطاعة والتقوى - (4) وبهذا المعنى قال أمير المؤمنين في خطبته القاصعة: " ان حكمه في أهل السماء وأهل الأرض واحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين ".
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست