بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية - السيد محسن الخزازي - ج ٢ - الصفحة ١٣٧

____________________
فعلى هذا وبحكم الضرورة (الجبر) فإن مستقبل العالم سيكشف عن يوم يهيمن فيه العدل والقسط على المجتمع البشري، ويتعايش أبناء العالم في صلح وصفاء ومودة ومحبة، تسودهم الفضيلة والكمال وطبيعي أن استقرار مثل هذه الحالة بيد الإنسان نفسه، والقائد لمثل هذا المجتمع سيكون منجي العالم البشري، وعلى حد تعبير الروايات سيكون المهدي (1).
وكيف كان فنذكر من الروايات الكثيرة المتواترة رواية واحدة، وهي ما رواه في فرائد السمطين عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:
إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب (2).
قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر - قدس سره -: " إن فكرة المهدي بوصفه القائد المنتظر لتغير العالم إلى الأفضل قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم عموما، وفي روايات أئمة أهل البيت خصوصا، وأكدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك، وقد أحصي أربعمائة حديث عن النبي - صلى الله عليه وآله - من طرق إخواننا أهل السنة كما أحصي مجموع الأخبار الواردة في الإمام المهدي من طرق الشيعة والسنة، فكان أكثر من ستة آلاف رواية. هذا رقم إحصائي كبير لا يتوفر نظيره في كثير من قضايا الإسلام

(1) الشيعة في الاسلام تعريب بهاء الدين: ص 195.
(2) موسوعة الإمام المهدي: ص 70 نقلا عن فرائد السمطين: ج 2 ص 562.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست