____________________
- دليل حب البقاء والخلود:
ولا خفاء في كون الإنسان بالفطرة محبا للبقاء والخلود، ولعله لذا تنافر الناس عن الموت لزعمهم أنه فناء ومناف لمحبوبهم الفطري من البقاء، ويشهد أيضا على فطرية هذا الحب، أن الحب المذكور لا يزول عن النفس بالعلم بفناء الدنيا، هذه صغرى القياس، وينضم إلى هذه الكبرى، وهي أن كل ما كان فطريا فهو مطابق لواقع الأمر، لأن الفطرة أثر الحكيم المتعال، ولا يكون فعله تعالى لغوا وعبثا، فكما أن غريزة الأكل والشرب والنكاح حاكية عن وجود ما يصلح للأكل والشرب والنكاح، كذلك تشهد هذه المحبة الفطرية على وجود عالم آخر يصلح للبقاء والخلود.
ولعل إليه يرجع ما ذكره شيخ مشايخنا آية الله الشيخ محمد علي الشاه آبادي - قدس سره - في " الإنسان والفطرة " حيث قال: " ويدل عليه عشق اللقاء والبقاء مع القطع بعدم البقاء مثل هذا البقاء الملكي، والحياة الدنيوية مع عدم فتور العشق الكذائي، فإنه بحكم الفطرة المعصومة، ينكشف أن هناك عالما غير داثر، وتلاقي معشوقك في مقعد صدق عند مليك مقتدر " (1) كما حكى الاستدلال به عن الحكيم المتأله آية الله السيد أبو الحسن الرفيعي (2) وغيره من الأعلام والفحول، وكيف كان فمحبة البقاء آية وجود الآخرة ودليلها، وإلا لزم الخلف في حكمته تعالى، هذا مضافا إلى أن رحمته تعالى تقتضي إيصال كل شئ إلى ما يستحقه، ورفع حاجة كل محتاج وعليه فهو تعالى يوصل كل محب للخلود والبقاء إلى محبوبه برحمته كما أفاده عز وجل بقوله: " قل لمن ما في
ولا خفاء في كون الإنسان بالفطرة محبا للبقاء والخلود، ولعله لذا تنافر الناس عن الموت لزعمهم أنه فناء ومناف لمحبوبهم الفطري من البقاء، ويشهد أيضا على فطرية هذا الحب، أن الحب المذكور لا يزول عن النفس بالعلم بفناء الدنيا، هذه صغرى القياس، وينضم إلى هذه الكبرى، وهي أن كل ما كان فطريا فهو مطابق لواقع الأمر، لأن الفطرة أثر الحكيم المتعال، ولا يكون فعله تعالى لغوا وعبثا، فكما أن غريزة الأكل والشرب والنكاح حاكية عن وجود ما يصلح للأكل والشرب والنكاح، كذلك تشهد هذه المحبة الفطرية على وجود عالم آخر يصلح للبقاء والخلود.
ولعل إليه يرجع ما ذكره شيخ مشايخنا آية الله الشيخ محمد علي الشاه آبادي - قدس سره - في " الإنسان والفطرة " حيث قال: " ويدل عليه عشق اللقاء والبقاء مع القطع بعدم البقاء مثل هذا البقاء الملكي، والحياة الدنيوية مع عدم فتور العشق الكذائي، فإنه بحكم الفطرة المعصومة، ينكشف أن هناك عالما غير داثر، وتلاقي معشوقك في مقعد صدق عند مليك مقتدر " (1) كما حكى الاستدلال به عن الحكيم المتأله آية الله السيد أبو الحسن الرفيعي (2) وغيره من الأعلام والفحول، وكيف كان فمحبة البقاء آية وجود الآخرة ودليلها، وإلا لزم الخلف في حكمته تعالى، هذا مضافا إلى أن رحمته تعالى تقتضي إيصال كل شئ إلى ما يستحقه، ورفع حاجة كل محتاج وعليه فهو تعالى يوصل كل محب للخلود والبقاء إلى محبوبه برحمته كما أفاده عز وجل بقوله: " قل لمن ما في