* * * ولا شك أنه تعالى لم يفرض حبهم ومودتهم إلا لأنهم أهل للحب والولاء من ناحية قربهم إليه سبحانه، ومنزلتهم عنده، وطهارتهم من الشرك والمعاصي، ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه.
ولا يمكن أن نتصور أنه تعالى يفرض حب من يرتكب المعاصي، أو لا يطيعه حق طاعته، فإنه ليس له قرابة مع أحد أو صداقة، وليس عنده الناس بالنسبة إليه إلا عبيدا مخلوقين على حد سواء، وإنما أكرمهم عند الله أتقاهم، فمن أوجب حبه على الناس كلهم لابد أن يكون أتقاهم وأفضلهم جميعا، وإلا كان غيره أولى بذلك الحب، أو كان الله يفضل بعضا على بعض في وجوب الحب والولاية عبثا أو لهوا بلا جهة استحقاق وكرامة (1).
____________________
(1) يقع الكلام في مقامات:
الأول: في معنى المودة والمحبة، قال في القاموس: الود والوداد: الحب، ويثلثان كالودادة، وقال في المصباح المنير: وددته أوده - من باب تعب - ودا بفتح الواو وضمها أحببته، والاسم المودة. انتهى موضع الحاجة منه، ولكن في
الأول: في معنى المودة والمحبة، قال في القاموس: الود والوداد: الحب، ويثلثان كالودادة، وقال في المصباح المنير: وددته أوده - من باب تعب - ودا بفتح الواو وضمها أحببته، والاسم المودة. انتهى موضع الحاجة منه، ولكن في