والدليل القطعي دال على وجوب الرجوع إلى آل البيت، وأنهم المرجع الأصلي بعد النبي لأحكام الله المنزلة، وعلى الأقل قوله - عليه أفضل التحيات -: " أني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ". وهذا الحديث انتقت الرواية عليه من طرق أهل السنة والشيعة، فدفق النظر في هذا الحديث الجليل تجد ما يقنعك ويدهشك في مبناه ومعناه، فما أبعد المرمى في قوله: (إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا) والذي تركه فينا هما الثقلان معا إذ جعلهما كأمر واحد، ولم يكتف بالتمسك بواحد منهما فقط، فبهما معا لن تضل بعده أبدا.
وما أوضح المعنى في قوله: " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فلا يجد الهداية أبدا من فرق بينهما ولم يتمسك بهما معا فلذلك كانوا " سفينة النجاة " و " أمانا لأهل الأرض " ومن تخلف عنهم غرق في لجج الضلال، ولم يأمن من الهلاك. وتفسير ذلك بحبهم فقط من دون الأخذ بأقوالهم واتباع طريقهم، هروب من الحق لا يلجأ إليه إلا التعصب والغفلة عن المنهج الصحيح في تفسير الكلام العربي المبين (1)
____________________
(1) ولا بأس بذكر أمور:
الأول: أن الأئمة - عليهم السلام - هو أولو الأمر الذين يكون طاعتهم مطلقا
الأول: أن الأئمة - عليهم السلام - هو أولو الأمر الذين يكون طاعتهم مطلقا