* الحزن ليس عبادة توقيفية مثل الحج والصلاة، إذن لا مجال لادعاء البدعية فيه. مثلا عندما يقرر شخص أن يصلي الظهر خمس ركعات فهذه بدعة، ولكن أن يلعب أناس مباراة ودية يجعلون ريعها صدقة للمسلمين، فهذه لا تكون بدعة، ولا يحتج بأن الرسول ما كان يعمل ذلك في الصدقة. وعندما تتغير أساليب الزواج ويصبح في فندق أو في صالة أفراح، فهذه ليست بدعة لأن الرسول حدد لنا في الزواج أمورا هي السنة التي نلتزم بها، أما التعبير عن الفرح فتركه حسب عادة المجتمع. وكذلك الأمر في الحزن.
* الأمر المباح إذا عمل بنية حسنة فإن الله يثيب عليه، فمثلا الطبيب الذي يعالج المرضى يأخذ راتب وعمله من أجل الراتب، لكن إذا جمع مع هذا النية لخدمة البشرية والإخلاص في تخفيف آلام المرضى فإن الله يثيبه ويجازيه ويكون عمله عبادة ومن الدين، وهذا مغزى الرد المطول لأحد الإخوة حول أن الضرب إذا كان المقصد من مشاركة أهل البيت العزاء فهو من السنة. وللرد على سؤالك (في حالة لم تعرفها من أجوبة الأخوة).
* لماذا التعبير عن الحزن والمشاركة الوجدانية لأهل البيت عليهم السلام؟ هو مصداق للآية التي تأمر بمودة أهل البيت وللأحاديث (شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا).
* من أمر بهذا..؟ تاريخيا لا أعرف كيف ابتدأت هذه العادة أو (البدعة الحسنة على تعبير عمر بن الخطاب) ولكن هذا لا يقدح في شرعيتها كما رأينا وكما سأعيد لاحقا. والأرجح أنها بدأت في زمن الأئمة.