أو استحبابه، أو جواز الجزع أو استحبابه؟! ألا ترى أنك تصر على خلط الأوراق ثانية؟! ولم تكتف بهذا حتى جئت باعتراض آخر عن إجراء: طقوس معينة في أوقات معينة ومواقع معينة. فماذا تريد من هذا الاعتراض؟ ولولا أنني أعرف طريقتك التي تكرر فيها في النهاية نفس الأسئلة ثم تقول: (لقد أخبرتك سابقا أن بكاء النبي بعد خمسين سنة وضرب زينب رأسها شئ وإجراء طقوس معينة في أوقات معينة ومواقع معينة شئ آخر) لما أعرت أي اهتمام لمثل هذا الاعتراض. وسأبين لك الأمر حول هذه النقطة قبل الإجابة على أسئلتك حتى لا تحسبها نقطة لصالحك.
إن نسبة شئ ما إلى الدين قد يكون على نحو أن تقول أن هذا العمل قد أمر به النبي بهذا النحو، فمثلا لو قال شخص أن النبي أمر بأن يتزاور المؤمنون يوم العيد، ولم يكن هناك نص بذلك، فإن مثل هذا القول حرام لأنه يلزم منه الابتداع إذ لم يأت تحديد من المشرع بتخصيص يوم العيد بهذا بل التزاور مستحب غير مقيد بزمان، أما إذا لم يقل الشخص بذلك بل قامت عادة أهل بلده على الالتزام بالزيارة يوم العيد فمثل هذا لا يعد محرما مع جريان العادة فقط لأنه لم يدع أحد نسبة الخصوصية في الزيارة، فلا يوجد نسبة ما ليس من الدين إلى الدين حتى نحكم بالحرمة للبدعة. هذا من ناحية الشكل. أما من ناحية الزمان فإن ما يقوم به الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء في أيام محرم وذكرى مواليد ووفيات النبي والأئمة المعصومين هو من قبيل إحياء الكثير من علماء أهل السنة للاحتفال برأس السنة الهجرية أو المولد النبوي أو المبعث، فهل يحرم علينا ما يجوز لغيرنا؟ أما من ناحية المكان فلابد في أي مناسبة من أن تحيى في مكان قد يكون مسجدا أو حسينية أو منزلا كما هي العادة الجارية