تطهر صفوفها من الفساد والمنع من وقوعه... تماما كما كنا نرى ونأسف ونتأسى جدا على ما كان يقوم به الشباب والشابات في موسم الزيارة إلى سوريا من المجون والمزريات بحجة التشرف بالعقيلة زينب عليها السلام، ومع ذلك وبالرغم من اشتهار القضية، لم تحرر فتوى بالمنع من الذهاب إلى هناك.. ولكن هذا ليس يكفي في الحفاظ على سمعة مذهبنا وأئمتنا التي يتوجب أن نفديها بسمعتنا الشخصية.. وعموما، فالتأملات التي حول الآية ترد على من يستند إليها في مثل هذه الفتاوى أيضا. فلا ينفعك أن تذكر قائمة بالفتاوى المجردة وفي المثل السائر: العرش ثم النقش..
وأما قولك: ومن مساوئ أن يعمل الإنسان جنديا في الجيش أو قصابا أنه إذا صرع فإنه سيقتل كل من حوله؟! فهل سيكون القاتل مجاهدا والمقتول شهيدا؟ هل يمكن أن نصدر حكما شرعيا بالمنع لاحتمال أن أحدهم يصرع؟ لقد ضاع عليك المعنى من حديثي المتقدم فنزلت علي بما نزلت...
أخي الكريم.. حينما يجوز الجزع فإن المعزين يأخذون في لطم وجوههم بكل حرقة ورفع أصواتهم كذلك حتى يسقط أحدهم في الحسينية.. فهذا هو الصرع الذي أقصده أي غياب الوعي والتشنج الخلقي، لا الصرع الفيروسي الذي يتسرب إلى القصاب من العظم أو الرقبة.
أم الحليس لعجوز شهربة... ترضى من اللحم بعظم الرقبة وعودا على ذكر، فإني لم أذكر ذلك كأساس لما أدعو إليه، بل هي أمور إذا نظرت إليها مجتمعة رأيت بعين اليقين وهن هذه الظاهرة... فلا تحاول أن تناقش كل مفردة بحالها، لأن الشاذ إذا ضم إلى النادر وضما كليهما إلى الشارد وهكذا... ستكون النتيجة أنه لا نادر ولا شارد ولا شاذ!