ويا أخي أنا لا أفرض رأيي عليك، بل أبين وجهة نظري، ولا أدري من أين استفدت إرادة فرض الرأي؟ وما نحن في صدد تناوله الآن هو بيان كل طرف وجهة نظره إن لم يكن ملتزما برأي المراجع ويتكلم من جيبه!! أو يحكي وجهة نظر مقلده إن كان ملتزما بالعمل برأيه، سواء كان قائلا بجواز التطبير أو منعه، وهذا ما يحصل في هذه الواحة.
أما بخصوص التطوير فمن طبيعة التكنلوجيا والعلم أن تكون له اكتشافات وبعض ذلك قد يستفاد منه في العزاء كسماعات الصوت، ولكن العادات وخصوصا الإسلامية منها تأخذ طابعا ثابتا، ولا يمكن مقارنتها بالآلات الجامدة، فهل تحولت عادة احترام الغير بالجلوس قباله إلى عادة إعطاء ظهرك له؟ وهل إذا أردت أن تظهر محبتك لابنك تقوم بتقبيله أم أنك تصفعه على وجهه؟ ومن الجائز أن تطور المجلس فبدلا من الاكتفاء بأبيات شعر في رثاء الحسين كما كان في عهد الأئمة عليهم السلام، تضم إليه موعظة وخطبة، ولكن هذا لا يمكن أن يلغي جوهر المجلس الحسيني القائم على الرثاء، ولو تحول إلى مجرد محاضرة، فلن يسمى مجلسا حسينيا لفقدان عنصر الرثاء والحزن.. وهكذا في بقية أنواع الشعائر من اللطم وغيره مهما حدث فيها من تغيير كأن يكون اللطم بشكل دائري أو على طريقة الضربتين أو الضربة الواحدة ( المعروف بواحد) فإن اللطم حافظ على عنوانه ولم يتغير إلى انبطاح على الظهر مثلا!! وما يصدر من الداعين إلى تهذيب الشعائر، هو إلغاء معظم أنماط الشعائر، فقد رفضوا التطبير ثم الضرب بالسلاسل، وكذلك اللطم الشديد، وطالبوا بالضرب الهادئ، ومع أنهم لا يحبذون التشبيه، تراهم يدعون لإدخال عاشوراء إلى المسرح والسينما!! ولا تفهم أنني ضد إدخال عاشوراء