الرواية الثانية: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محسن بن أحمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أصلي في القلنسوة السوداء؟ فقال: لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار.
الرواية الثالثة: محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد ابن أحمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن رجل عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: أصلي في القلنسوة السوداء قال: لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار.
وإسناد هذه الطائفة من الروايات كلها ضعيفة فلا تصح للاستدلال.
وأما الطائفة الثانية التي استفيد منها كراهة لباس السواد مطلقا فهي:
الرواية الأولى: محمد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام فيما علم أصحابه: لا تلبس السواد فإنه لباس فرعون.
ملاحظة على الرواية: هي مرسلة، وذهب بعض المتأخرين إلى اعتبار روايات الصدوق التي نسب فيها القول إلى الإمام عليه السلام نفسه كهذه الرواية، فإن نسبته القول إلى الإمام عليه السلام دليل على اعتبارها وإلا لما نسبها كذلك، بل عبر عنها ب (روي) وما شابهه. ولا أساس لهذا القول من الصحة، ويدل على ذلك إن هذه الرواية التي نسبها في الفقيه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قد ذكرها مسندة في كتابيه العلل والخصال، فقد رواها عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.. فعدم ذكر الشيخ الصدوق للسند في كتاب