وهكذا أصدر إمام الوهابية حكمه بأن علوم اليهود هذه عن تجسيم الله تعالى بقيت سليمة لم تنلها يد التحريف، وأن النبي صلى الله عليه وآله ضحك كثيرا لهذا العلم العظيم، وأن الله تعالى أنزل بتصديقه قرآنا، وقد يكون الله تعالى ضحك أيضا مثل رسوله تصديقا للحبر اليهودي، وارث هذا العلم المخزون العظيم ومبلغه إلى خاتم النبيين!!
والنتيجة عنده: أن الله تعالى له يدان وأصابع بالمعنى المادي الحسي، وأن النبي صلى الله عليه وآله أقر هذا المعنى المادي ليدي الله تعالى وأصابعه ولم يتأوله، وأن الله تعالى موجود في منطقة فوق العالم على عرشه، وأن المسافة بيننا وبين (ذات الله) محددة بكذا سنة من السير، مشيا على الأقدام!!.
بل يمكن لنا بناء على رأي إمام الوهابية أن نحسب المسافة إلى عرش الله تعالى ومكان وجود ذاته والعياذ بالله، بالكيلومتر ونرسل إليها سفينة فضائية!!
ونترك الفتوى في ذلك إلى محدث العصر الشيخ ناصر الألباني!!!
ومن الطريف أن هذا الحديث الذي أقام عليه ابن عبد الوهاب توحيده، قد تضمنت رواياته أن عرش الله تعالى تحمله أوعال! وهو نسخة عما وصف اليهود به ربهم في التوراة المحرفة!.
من هذين النصين لإمامهم ابن عبد الوهاب والنصوص الكثيرة لأتباعه، يطمئن الباحث بأن مذهبهم في التوحيد هو نفس مذهب مجسمة اليهود، ثم مجسمة الحنابلة وابن تيمية والذهبي، فهم:
أولا: يرفضون التأويل لأنه لا مجاز بزعمهم في القرآن والسنة، فكل الألفاظ يجب أن تحمل على معناها اللغوي المادي ولا يجوز أن تحمل على معان مجازية، أو تؤول أو تشوش على حد تعبيرهم! فعندما يقول القرآن أو