صلى الله عليه وسلم إذا استقبلنا فضحكت إلى وضحكت إليك فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبه يا زبير؟ قلت: وما منعني من حبه يا رسول الله وهو ابن خالي. قال صلى الله عليه وسلم: إنك ستخرج عليه يوما وأنت ظالم له؟ قال: قد كان ذلك غير أني نسيت أستغفر الله، ورجع فكانت توبته صادقة نصوحا.
وقتله ابن جرموز بوادي السباع قيل: إن ابن جرموز استغفله وهو سائر وقتله وقيل: إنه تبعه فوجده نائما بالوادي المذكور فقتله - وهذا أصح - وأتى برأسه وسيفه إلى علي عليه السلام فلما رآه بكى وقال: هذا والله سيف طال ما كشف به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بشروا قاتل ابن صفية بالنار.
ثم نادى طلحة فخرج إليه فقال له: أبا محمد، أنشدك الله ألست تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع بغدير خم: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه، فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: اللهم نعم قد كان ذلك ثم استغفر الله ورجع وكانت له توبة، فرآه مروان راجعا فقال: ويلي عليك! أسعرت الحرب حتى إذا ما التقت حلفنا البطان نكصت راجعا قتلني الله إن لم أقتلك، ثم رماه بسهم فأصاب أكحله فقتله: وقيل: بل أمر مولاه فرماه بسهم فأصاب أكحله فقتله.
ثم كان بعد ذلك من وقعة الجمل ما كان، ولما غلب علي عليه السلام رد ما أخذوه من بيت المال فقسمه في المسلمين، ولما استولى علي عليه السلام على أم المؤمنين عائشة أحسن إليها غاية الإحسان واحترمها احتراما كانت به زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرها إلى المدينة في ثلثين مرأة بزي الرجال بعد أن قال لها:
يا عائشة والله ما أنصفك طلحة والزبير حيث أخرجاك وأبرزاك للناظر وحجبا حلائلهم والله سبحانه يقول (وقرن في بيوتكن) ثم قال لها: ما للنساء وقود العساكر والله تعالى قد رفع ذلك عنكن، فقالت: يا أبا الحسن ملكت فاسمح.