آلاف دينار، وفي رواية: أربعين ألف دينار.
إن السياسة التي انتهجها علي عليه السلام، مجددا بها السنة النبوية التي سار على منوالها كل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لم تعمر طويلا، فقد تحولت مؤسسة الخلافة بعد مقتل الإمام علي رحمة الله عليه إلى ملك كسروي في دمشق، وقد نبه المسلمين إلى خطر التحول، ذلك أنه خطب فيهم بالمدينة إثر بيعته قائلا: ألا وأن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه، والدي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا.
وبرزت معالم هذا التحول أيام معاوية، واستفحل الأمر أيام ابنه يزيد حتى قال عبد الله بن الزبير: لو شايعني الترك والديلم على محاربة بني أمية لشايعتهم، وانتصرت بهم.
مستدرك ما ورد في زهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعدله وسماحته وإنفاقه في سبيل الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن نفسه وعن الأئمة من أولاده عليهم السلام والصحابة والتابعين وعلماء العامة قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 490 و ج 8 ص 256 وص 578 و ج 15 ص 77 و ج 17 ص 80 و ج 18 ص 22 و ج 21 ص 595 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: