أمير المؤمنين فقال: أنا قتلته. فقال: اذهبوا به فاقتلوه. فلما ذهبوا به أقبل رجل مسرعا، فقال: يا قوم لا تعجلوا، ردوه إلى علي. فردوه. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه، أنا قتلته. فقال علي للأول: ما حملك على أن قلت أنا قاتله ولم تقتله؟ قال: يا أمير المؤمنين وما أستطيع أن أصنع، وقد وقف العسس على الرجل يتشحط في دمه، وأنا واقف وفي يدي سكين وفيها أثر الدم وقد أخذت في خربة؟ فخفت ألا يقبل مني، فاعترفت بما لم أصنع، واحتسبت نفسي لله. فقال علي: بئسما صنعت! فكيف كان حديثك؟ فقال الرجل: إنه قصاب ذبح بقرة وسلخها، وأخذه البول فأسرع إلى الخربة يقضي حاجته والسكين بيده، فرأى القتيل فوقف ينظر إليه فإذا بالشرطة تمسك به. وأما القاتل فاعترف بأن الشيطان زين له أن يذبح القتيل ليسرقه ثم سمع خطو أقدام فاختفى في الظلام، حتى دخل القصاب فأدركه العسس فأمسكوا به، ولما رأى الخليفة أمر بقتل القصاب، خشي أن يبوء بدمه فاعترف. وأخلى علي سبيل القاتل لأنه إن كان قد قتل نفسا فقد أحيى نفسا، ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا. وأخرج الدية من بيت المال.
وقال أيضا في ص 157:
فابن حزم قد اعتمد في بعض فقهه على أن عمر بن الخطاب كان يستفتي عليا بن أبي طالب فيما يغم عليه من الأحكام ويقول: علي أقضانا. فإذا عرضت لعمر قضية ولم يجد عليا قال: قضية ولا أبا الحسن لها.
ومن أقضيته عليه السلام ما أورده الفاضل المذكور في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 74 ط مكتبة غريب) قال:
فقد جاء رجل إلى الرسول وعلي يومئذ باليمن فقال الرجل: شهدت عليا أتى في