فقال علي ضاحكا: صدق الرجل. قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) فهو يحب المال والبنين. وهو يكره الحق يعني الموت، قال تعالى:
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)، ويصدق اليهود والنصارى (قالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ)، وهو يؤمن بما لم يره أي يؤمن بالله عز وجل، ويقر بما لم يخلق يعني الساعة، فضحك عمر وأطلق سراح الرجل.
وقال أيضا في ص 104:
وجاءوا عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور، فأمر برجمها، فقال له علي: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ فأطلقها عمر حتى تضع حملها.
وجاءوا عمر بامرأة أجهدها العطش، فمرت على راع فاستسقته فأبى إلا أن تمكنه من نفسها، ففعلت فشاور الناس في رجمها فقال علي: هذه مضطرة، فخل سبيلها، وأشار برجم الراعي وحده. وأخذ عمر بهذا الرأي.
وقد شكا يهودي عليا إلى عمر، وكان عمر شديد الحرص على المساواة بين الخصوم في القضاء. فقال لعلي: ساو خصمك يا أبا الحسن. فوقف علي إلى جوار اليهودي أمام عمر، وعندما قضى عمر وانصرف اليهودي قال عمر: أكرهت يا علي أن تساوي خصمك؟ قال: بل كرهت أن تميزني عنه فتناديني بكنيتي أبو الحسن.
وقال أيضا ج 2 ص 372:
جاءوه برجل وجد في خربة بيده سكين ملطخة بالدم، وبين يديه قتيل غارق في دمه، فسأله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه فقال الرجل: أنا قتلته. قال: اذهبوا به فاقتلوه، فلما ذهبوا به أقبل رجل مسرعا فقال: يا قوم لا تعجلوا ردوه إلى أمير المؤمنين فردوه، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه، أنا قتلته فقال علي