كانوا سبعة عاش سبعة وإن كانوا تسعة عاش تسعة أعوام، ولكل عام منها أهوال مخصوصة وعلم يختص به ذلك الوزير، فما هم أقل من خمسة ولا أكثر من تسعة.
قال الشيخ: ويقتلون كلهم إلا واحدا منهم في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام.
قال الشيخ: وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله " أو هو يموت في تلك النفخة.
قال الشيخ محيي الدين: وإنما شككت في مدة إقامة المهدي إماما في الدنيا ولم أقطع في ذلك بشئ لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدبا معه تعالى أن أسأله في شئ من ذات نفسي. قال: ولما سلكت معه هذا الأدب قيض الله تعالى واحدا من أهل الله عز وجل فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداء وقال لي: صم تسعة. فقلت له: إن كانوا تسعة فإن بقاء المهدي لا بد أن يكون تسع سنين فإني عليم بما يحتاج إليه وزيره، فإن كان واحدا اجتمع في ذلك الواحد جميع ما تحتاج إليه وزراؤهم، وإن كانوا أكثر من واحد فما يكون أكثر من تسعة، فإنه إليها انتهى الشك من رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله خمسا أو سبعا أو تسعا - يعني في إقامة المهدي - تشجيعا لخواص أصحابه ليطلبوا العلم أولا يقنعوا بالتقليد، فإنه قال ما يعلمهم إلا قليل. فافهم.
قال: وجميع ما يحتاج إليه وزراء المهدي في قيامهم تسعة أمور لا عاشر لها ولا تنقص عن ذلك، وهي نفوذ البصر ومعرفة الخطاب الإلهي عند الالقاء وعلم الترجمة عن الله وتعيين المراتب لولاة الأمر والرحمة في الغضب، وما يحتاج إليه الملك من الأرزاق المحسوسة وغيرها وعلم تدخل الأمور بعضها على بعض والمبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس والوقوف على علم الغيب الذي