غيبة أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده وهو على أقدام رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ من جنسهم، ما عصى الله قط هو أخص الوزراء.
واعلم أن المهدي لا يفعل شيئا قط برأيه وإنما يشاور هؤلاء الوزراء فإنهم هم العارفون بما هناك. وأما هو عليه السلام في نفسه فهو صاحب سيف حق وسياسة، ومن شأن هؤلاء الوزراء أن أحدهم لا ينهزم قط من قتال وإنما يثبت حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة، ألا تراهم يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكببرة الأولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثلث فيفتحونها من غير سيف، وهذا هو عين الصدق الذي هو والنصر أخوان.
قال الشيخ: وهؤلاء الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شك في مدة إقامته خليفة من خمس إلى تسع للشك الذي وقع في وزرائه، فلكل وزير معه إقامة سنة، فإن كانوا خمسة عاش خمسة وإن