الناس للسلام عليه ومضيت نحوه فإذا هو جالس بالموضع الذي رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم قاعدا فيه وبين يديه تمر صيحاني فناولني قبضة فإذا عدتها بعدد ما ناولني المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقلت: زدني. فقال: لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم لزدناك. وقال المأمون لعلي بن موسى الرضى:
ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب. فقال ما يقولون في رجل فرض الله طاعة بنيه على خلقه وفرض طاعته على بنيه فأمر له بألف ألف درهم. وكان قد خرج أخوه زيد بن موسى بالبصرة على المأمون وفتك بأهلها فأرسل إليه المأمون أخاه عليا المنوه به يرده عن ذلك فجاء وقال له ويلك يا زيد فعلت بالمسلمين بالبصرة ما فعلت وتزعم أنك ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا زيد ينبغي لمن أخذ برسول الله أن يعطى به. فبلغ كلامه المأمون فبكى وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن خلكان: وآخر هذا الكلام مأخوذ من كلام علي زين العابدين المقدم ذكره، فقد قيل: إنه كان إذا سافر كتم نفسه، فقيل له في ذلك فقال: أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعطي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل الاسلام " (ص 239 ط السعادة بالقاهرة) روى عن هرثمة بن أعين - وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون، وكان قائما بخدمة الرضا. قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام وقال له: يا هرثمة إني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لأحد مدة حياتي، فإن أظهرته حال حياتي كنت خصما لك عند الله. فحلفت له أني لا أتفوه بما