وحين فتحت مكة بعد أن أجلوك عنها، وكان من أبي سفيان ما كان من التحريض على قتلك ومحاربتك، فأمرت مناديك ينادي: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
ثم لم يتم على ولدك وسبطك وريحانتك ما تم.
ملكنا فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسارى وطالما نمر على الأسرى فنعفو ونصفح وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح قال عبد الله بن العباس رحمه الله: إنه لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي مات فيه وقد ضم الحسين إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ويقول:
ما لي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد، ثم غشي عليه طويلا وأفاق وجعل يقبل الحسين عليه السلام وعيناه تذرفان ويقول: أما أن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله عز وجل.
وقال ابن عباس أيضا: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا، إذ أقبل الحسن عليه السلام، فلما رآه يبكي وقال له: إلي إلي، فأجلسه على فخذه اليمنى.
ثم أقبل الحسين عليه السلام، فلما رآه بكى وقال له: إلى إلي، فأجلسه على فخذه اليسرى.
ثم أقبلت فاطمة عليها السلام، فلما رآها بكى فقال لها: إلي إلي، فأجلسها بين يديه.