ثم قال: (عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك صوت، والله كثر واتره وقل ناصره).
ثم حمل عليه السلام الغلام على صدره حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته.
[قال:] ولما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته، عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى:
هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله؟
هل من موحد يخاف الله فينا؟
هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟
هل من معين يرجو الله في إعانتنا؟
فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب عليها السلام: (ناوليني ولدي الصغير (1) حتى أودعه، فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن كاهل (2) بسهم فوقع في نحره فذبحه.