المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٧٠
صدقت رؤياك فإن فاطمة تلد غلاما، وأدفعه إليك لترضعينه).
قالت: فجرى الأمر على ذلك.
فجئت به يوما إليه فوضعته في حجره، فبينما هو يقبله بال، فقطرت من بوله قطرة على ثوب النبي صلى الله عليه وآله، فقرصته، فبكى، فقال النبي كالمغضب: (مهلا يا أم الفضل، فهذا ثوبي يغسل، وقد أوجعت ابني).
قالت: فتركته في حجره وقمت لآتيه بماء، فجئت إليه فوجدته يبكي، فقلت: مم بكاؤك يا رسول الله؟
فقال: (إن جبرئيل أتاني فأخبرني أن أمتي ستقتل ولدي [هذا]، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة). (1) ولما أتت على الحسين من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر ملكا محمرة وجوههم، باكية عيونهم، وهم يقولون: إنه سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل، وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل.
[قال:] ولم يبق في السماوات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي صلى الله عليه وآله يقرؤه السلام، ويعزيه عن الحسين، ويخبره في ثواب ما يعطى، ويعرض

(١) المستدرك ٣: ١٧٦، دلائل النبوة ١: ٢١٣، الصواعق المحرقة: ١١٥، الخصائص الكبرى ٢: ١٢٥، الفصول المهمة ١٥٤، كنز العمال ٦: ٢٢٣ (باختلاف يسير في الألفاظ).
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست