بمنزلة الماشطة التي ترجل شعر النساء وتصلح من حالهن. وفي الجملة مبالغة في مدحهم. ومن حسن بيانهم هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير. نقله شيخنا عن السعد، وفي نسخة الأصل: ومن شعب بيانهم. ما استلب أي اختلس. الغصن المفعول الأول. رشاقته مفعول ثان. فقلق أي الغصن لما حصل له من السلب. اضطرابا مفعول مطلق. شاء أي أراد ذلك الاضطراب والقلق. أو أبى وفي نسخة الأصل: أم أبى، أي امتنع، فلا بد من وقوعه، كما هو شأن الأغصان إذا هب عليها النسيم فإنه يميلها ويقلقها. وفي الفقرتين مبالغة والتزام وترصيع ومقابلة، والاستعارة المكنية والتخييلية في. الترجيل والجعد، والتعبير بالفروع فيه لطف بديع، لأن من إطلاقاتها عقائص الشعر، كما في شعر امرئ القيس وغيره، قاله شيخنا: وزاد في الأصل بعد هذا: لم تزه أيدي الأغصان في أكمام الزهر بالامتداد دونها، إلا ضربت عليها الرياح فكادت تقصف متونها، ولم يدع مسكي نور الخلاف يجنبها طيب الشمائل، إلا ومزقت فروته على ذرى الأعواد ترميه باصفرار الأنامل إلى آخر ما قال. ولله يؤتي بها عند إرادة التفخيم والتهويل، وإظهار العجز عن القيام بواجب من يذكر فيضيفه المتكلم إلى الله تعالى، ومن ثم قالوا لمن يستغربون منه نادرة: لله دره، ولله فلان، ومن ذلك أنشدنا الأديب الماهر المحقق حسين بن عبد الشكور الطائفي بها: لله قوم كرام * ما فيهم من جفاني عادوا وعادوا وعادوا * على اختلاف المعاني صبابة بالضم البقية من كل شيء، كما يأتي في مادته، وفي نسخة الأصل ولله صيابة، بضم وتشديد مثناة تحتية وبعد الألف موحدة. من الخلفاء جمع خليفة وهو السلطان الأعظم. الحنفاء جمع حنيف والمراد به الكامل الإسلام، الناسك المائل إلى الدين وعصابة من. الملوك العظماء أي ذوي العظمة والفخامة اللائقة بهم، وفيه الالتزام. الذين تقلبوا في أعطاف الفضل والكمال وتخولوا فيها. وأعجبوا بالمنطق الفصل الفصيح الذي يفصل المعاني بعضها من بعض، أو الفصل بمعنى الحق، أو هو مصدر بمعنى الفاعل أو المفعول، وفيه جناس تصحيفي. وتفكهوا أي تنعموا. بثمار الأدب الغض أي الناعم الطري. وأولعوا أي أغروا. بأبكار المعاني أي المعاني المبتكرة: ولع أي إغراء. المفترع المفتض وكلاهما من افترع البكر وافتضها أي أزال بكارتها بالجماع، وبين تفكهوا وتقلبوا، وأعجبوا وأولعوا مقابلة، وفي التقلب والتفكه والثمار والأبكار مجازات. شمل القوم أي أهل اللغة، وشملهم: عمهم. اصطناعهم أي معروفهم وإحسانهم وصنيعهم. وطربت أي فرحت ونشطت وارتاحت. لكلمهم أي القوم جمع كلام. الغر بالضم جمع غرة، أي الواضحة البينة، وفي نسخة الأصل وطربت للأناشيد. أسماعهم أي آذان الخلفاء. بل أنعش أي رفع وأقال. الجدود جمع جد هو الحظ والبخت. العواثر جمع عاثر وعثر كضرب ونصر وعلم وكرم إذا كبا وسقط وعثر جده: تعس، كما سيأتي إلطافهم (1) بالكسر أي ملاطفتهم ورفقهم، وقرأت في معجم ياقوت لعمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي قوله من قصيدة طويلة: بلى نحن كنا أهلها فأبادنا * صروف الليالي والجدود العواثر و اهتزت أي فرحت وسرت. لاكتساء حلل جمع حلة، ثوبان يحل أحدهما فوق الآخر. الحمد أي الثناء الجميل. أعطافهم جمع عطف بالكسر، هو الجانب، والمراد بها ذاتهم، وفي الفقرة الالتزام والاستعارة المكنية. راموا تخليد الذكر أي إبقاءه على وجه الدوام. بالإنعام أي الإحسان. على الأعلام أي علماء الأدب واللغة المشار إليهم، وفي نسخة الأصل: راموا تخليد الذكر بواسطة الكلام. وأرادوا أن يعيشوا بعمر ثان والعمر مدة بقاء الإنسان وغيره من الحيوانات. بعد مشارفة أي مقاربة. الحمام بالكسر الموت، إشارة إلى أن من دام ذكره لم ينتقص عمره، أنشد أبو الحجاج القضاعي لابن السيد: أخو العلم حي خالد بعد موته * وأوصافه تحت التراب رميم
(٩٤)